الأدب هو نافذة نحو روح العصر، والأديب هو الراصد الذي يعبّر عن هموم وتطلعات مجتمعه بأسلوبه الفريد. مارون عبود يعتبر نموذجاً حيًا لابن المجتمع اللبناني، حيث اندمج مع تحولاته وتحدياته. لم ينفصل أدبه عن هذا الواقع الصعب الذي مر به لبنان خلال الاحتلال الفرنسي الطويل. كأديب، لعب دوراً فعّالاً في مواجهة الاحتلال باستخدام قوة الكلمة، داعياً أبناء شعبه إلى التصدي والمقاومة. سجل الصفحات السوداء من تاريخ لبنان ولكنه أضاء الطريق بلمحات مشرقة. يستطيع مارون عبود أن يستعرض لنا حال العرب بأسلوب أدبي رائع كما في ‘مؤتمر أبناء العم’، ويتقن أسلوب الفيلسوف بيدبا في ‘كليلة ودمنة’. بإختصار، إنه الأديب الذي يبدع في أي زمان وتحت أي ضغط.
Over de auteur
مارون عبود: الشخصية الرائدة في النهضة الأدبية الحديثة في لبنان، هو كاتب صحفي وروائي ساخر وقصاص بارع وشاعر يتميز بحيائه. لم يقتصر إبداعه في ميدان الأدب، بل تجلى أيضًا كناقد أبهر نقاده بإجلالهم واحترامهم. يتألق كمؤرخ ومسرحي، ويعد من الزعماء في ميدان الفكر والفن في العصر الحديث. حاز مارون عبود على العديد من الأوسمة، منها وسام المعارف من الدرجة الأولى، ووسام الاستقلال من الدرجة الثانية. أثر بإيجابية في المكتبة العربية من خلال مؤلفاته الأدبية والشعرية والنقدية كـ ‘نقدات عابر’، و’تذكار الصبا’، و’زوابع’. ودعته الحياة في عام ١٩٦٢م.