تقديم الكتاب:
بقلم جلال الخوالدة
باحث وفيلسوف، روائي
هَذَا اَلْكِتَاب هُوَ مُذَكِّرَات لجزء من مسار يبدو كعزفٍ فلسفيّ نفسيّ منفردٍ لَلْكَاتِبَةِ نجوى الدماني وتَرْوِي فِيهَا مَحَطَّات فِي حَيَاتِهَا حول ما نظنه مؤلم جدا وهو الفقد وبين نعمة الأحزان! فهل الحزن نعمة؟!؟
فِي كُلِّ مَحَطَّةٍ تَتَّخِذُ قَرَارًا جَدِيدًا عَلَى ضَوْءِ مَا تَجِدُهَ فِي رِحْلَتِهَا مِنْ عُلُومٍ ومشاعر وأفكار جَدِيدَةٍ تَتَزَوَّدُ بِهَا وَمِنْ مَوَاقِفَ تَتَعَلَّمُ مِنْهَا.
اَلْكَاتِبَةُ نجوى تَسْتَعْرِضُ فِي جُزْء مِنْ اَلْكِتَابِ مثلا ما تسميه بـ ‘مَحَطَّة اَلْقَلْب اَلْجَرِيح’ وَكَيْفَ تَغَلَّبَتْ عَلَى اَلْحُزْنِ وَالْخَوْفِ اَلْكَئِيبين والذين سَيْطَرَا عَلَيْهَا بَعْدَ فِقْدَانِهَا لِشَخْصٍ عَزِيزٍ عَلَيْهَا.
تَتَحَدَّثَ الكاتبة نجوى أيضا عَنْ كَيْفِيَّةِ اِسْتِخْدَامِهَا لِلذَّاكِرَةِ اَلإدَّرَاكِيَّة اَلَّتِي تُمَكِّنُهَا مِنْ إِعَادَةِ تَجْرِبَةِ اَلْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ وَالسَّعَادَةِ وَالشَّقَاءِ بِشَكْلٍ وَاقِعِيٍّ وَمُؤَثِّرٍ. وتَشْرَحَ كَيْفَ أَنَّ هَذِهِ اَلتَّجْرِبَةِ سَاعَدَتْهَا عَلَى تَقَبُّل حَقِيقَة اَلْفَنَاءِ وَالْبَقَاءِ وَعَلَى تَكْوِينِ رُؤْيَةٍ جَدِيدَةٍ لِلْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ.
إِنَّهُ عَمَلٌ أَدَبِيٌّ فَلْسَفِيٌّ لَا يسَتَحِقُّ اَلتَّوَقُّفَ فَحَسْبَ، بَلْ يَسْتَحِقُّ اَلتَّمَعُّن وَالتَّرْكِيز اَلشَّدِيد، حَيْثُ أَنَّهُ لَا أَحَد بَعْد لَمْ يَمُتْ! وَلَا أَحَد أَيْضًا لَمْ يَخُضْ تَجْرِبَةَ اَلْفَقْدِ اَلْمُؤْلِمَةِ!