ولأن جلسته جاءت فى مواجهة مرآة، فلم يستطع أن يمسك نفسه عن تأمل وجهه فى المرآة، فكان كأنه الآن يتعرف على نفسه من جديد. على أنه فزع. لكنه أدرك فى الوقت نفسه لماذا كان فى السنوات الأخيرة يخاف من المرايا إلى هذا الحد. لأنه لم يكن من الجيد أبداً أن يرى المرء بعينيه عفنه هو. وما دام المرء لا يضطر إلى رؤية وجهه، فإن الأمر يكاد يكون أحد أمرين، إما أنه ليس له وجه أصلاً، وإما أنه لا يزال له وجهه القديم نفسه الذى يعود إلى زمن ما قبل التعفن.
عن المؤلف
وُلِد جوزيف روث في مدينة برودي في أوكرانيا لعائلة يهودية، وبرودي كانت في داخل الحدود الشرقية للإمبراطورية النمساوية المجرية قبل تَفكُّكها. نشأ يتيمًا في كنف أمِّه وأقاربها. في عام 1913 انتقل إلى ”لفيف” ليبدأ دراسته الجامعية، ثم انتقل إلى جامعة ڤيينا في عام 1914 لدراسة الفلسفة والأدب الألماني، لكنه أخيرًا قطع دراسته وتطوَّع للخدمة في الجيش النمساوي المجري مُقاتِلًا على الجبهة الشرقية. ويعتقد أنه كان فقط صحفيًّا للجيش أو مُراقِبًا. اشتهر بملحمة ”عائلة راديتزكي مارش” (1932)، حول انهيار وسقوط الإمبراطورية. صدرت ترجمة روايته ‘أسطورة السِّكِّير والمقدَّس’ عن مركز المحروسة. توفِّي في سن الرابعة والأربعين.